لماذا المرأة مادية؟

من الواضح أن العنوان مستفز للبعض, كما أنه وضع حكما مسبقا بأن المرأة مادية.
حسن دعني عزيزي القارئ عزيزتي القارئة أفسر الموضوع أولا.
بداية لنتفق أنني هنا لا أعمم على كل رجل وامرأة, بل أتحدث من منطلق المقارنات العددية, أي أن عدد النساء الماديات أكبر من أعداد الرجال الماديين, حسب الشائع بالمجتمع.

ما المقصود بالمادية؟
ربما مصطلح "مادية" ليس بتلك الدقة ويحيل لتعاريف أخرى للمادية لا أقصدها, أنا هنا أقصد بشكل أكثر دقة الاستهلاكية والتي تعني الافراط في استهلاك المنتجات المادية والخدماتية.
تعمل الشركات الكبرى قبل استهداف زبنائها على دراسة سلوكهم الشرائي ومن تم الاستراتيجيات المناسبة لجذب أكبر عدد ممكن من الشريحة المستهدفة...إن اطلعت على نصائح خبراء التسويق فإنه لكي تستهدف الزبون الرجل أنت بحاجة لإقناعه بجدوى المنتج عمليا, بحيث أن أغلب الرجال يعتمدون على قراءة بيانات وميزات المنتج قبل شرائه, في حين إن كنت تود استهداف الزبونات النساء فأنت بحاجة أكثر للعب على الوتر العاطفي, حيث أن المرأة تشتري ما يروقها ويحقق لها الاشباع العاطفي, لذا تقوم المحلات النسائية بوضع الزينة والبهرجة وتخصيص بعض الهدايا وتزيين منتجاتها بالأشكال والألوان.
فلو أراد رجل شراء كوب فإنه سيركز أكثر على جدوى الكوب وما إذا كان عمليا, مثلا (حافظ للحرارة, خفيف الوزن, لا ينكسر...إلخ) في حين أن قرار المرأة بشراء الكوب من عدمه هو ما إذا كان سيرضيها عاطفيا, لهذا سيضع صانع الأكواب بعض الزينة والألوان على الكوب الذي يود بيعه للمرأة.
كما أن المرأة قد تشتري العديد من الأغراض التي لا تحتاجها ولا تستعملها, فقد تشتري لباسا لا ترتديه أو ترتديه مرة واحدة فقط, قد تشتري الكوب وتضعه مع الأواني ولا تستخدمه أبدا...
الأدهى من ذلك أن مدمني الشراء والتسوق أغلبهن نسوة لما يحققه التسوق من إشباع عاطفي لهن, قد تخرج للسوق فقط للتنزه والاستمتاع بمشاهدة مختلف المنتجات في حين أن أغلب الرجال سيخرجون للتسوق لقضاء غرض محدد.
ورغم أن الرجل أكثر إجراما وارتكابا لمختلف أنواع الجرائم بحيث أن أغلب جرائم الاعتداء على الغير وممتلكاتهم تصدر من رجال إلا أن وقوع المرأة في جريمة السرقة من المحلات أو سرقة الصديقات كبيرة جدا وتتجاوز نسب الرجال في بعض البلدان.
قد يسرق الرجل المجوهرات لبيعها والحصول على المال, أما المرأة فقد تسرق المجوهرات لأنها أعجبت بها وتريدها لنفسها, أي أن السرقة عند الرجل تكون في الغالب وسيلة في حين أنها في حالة المرأة غاية بحد ذاتها.
تستغل أغلب الماركات العالمية هذا السلوك لدى النساء فترفع سعر المنتجات النسائية مقابل المنتجات الرجالية, لأنها تعلم أن المرأة تحب التسوق وأنها ستشتري حبا في الشراء, فقد يشتري الرجل شامبو بسعر أقل من سعر شامبو نسائي من ماركة واحدة حتى وإن لم يكن هناك ما يبرر رفع سعره.
وهذه مراسلة منشورة بموقع البيت الأبيض الأمريكي لسيناتور وعضوة بالكونغريس يطالبان فيها بالنظر لهذا المشكل "التميزي" حيث تدفع المرأة أكثر من الرجل في مشوار حياتها حتى وإن اشترت نفس القدر الذي يشتريه الرجل من منتجات.
تعد هذه المشكلة عالمية.

والآن لنقفز للسؤال المحوري وهو لماذا؟
لماذا المرأة أكثر مادية من الرجل حسب التعريف بالأعلى؟
سأعرض تفسيرين اثنين أحدهما يركز على الطبيعة والآخر على البيئة.

طبيعة الرجل والمرأة:
عندما يشعر الحيوان بالرغبة الجنسية ولنأخذ مثال حيوان ثدي, فإنه سيبحث عن الأنثى وسيتتبع رائحة الهرمونات الأنثوية التي ستطلقها, والتي ستجذب عددا من الذكور لمكانها, وسيتصارعون فيما بينهم والفائز سينال فرصة التزاوج مع الأنثى.
بالنسبة لبعض العصافير, فإنه في فترة التزاوج سيسعى الذكر لبناء عش وسيبدع قدر الإمكان في بنائه لينال رضى الأنثى, وهذه الأخيرة ستلجأ للعش الذي يوفر الحماية للتزاوج مع الذكر صاحبه.
هذا ما يسمى بالانتقاء الطبيعي, أي أن الطبيعة تنتقي الأفضل والأقوى والأبرع للتزاوج ومن تم توريث جيناته القوية للأجيال القادمة كي لا ينقرض الكائن, فلو أن الله سبحانه لم يضع في الطبيعة هذه الخاصية فإن الذكر الضعيف سيتزاوج مع الأنثى وستلد كائنات ضعيفة ومع الزمن سينقرض عدد كبير من الأنواع.

الأمر ذاته بالنسبة للبشر, فنحن كحيوانات لدينا غرائز لانتحكم فيها, فالرجل سينجذب للمرأة الشابة ذات المظهر الأنثوي لأنها أصلح للانجاب والتكاثر, كما أن المرأة ستنجذب للرجل ذو المظهر الشاب القوي لأنه أصلح لتوفير الموارد والحماية.
بمعنى أننا لو عدنا بعجلة الزمن للوراء للعصر الحجري فإن الشاب القوي هو الأقدر على البقاء لأنه قادر على توفير موارد العيش من صيد ونحوه, كما أنه يستطيع بناء مأوى وتوفير الحماية من الوحوش والغارات والكوارث, المرأة إذن ستنجذب غريزيا للرجل الشاب ذو العضلات أكثر من غيره, لأنه سيحميها وأبناءهما وسيوفر لهم الموارد للبقاء على قيد الحياة.
هذه غرائز مبرمجة في جيناتنا ونحن لا نتحكم فيها تماما كباقي الحيوانات, فأنثى الحيوان التي تتزاوج مع الذكر الأقوى هي لا تفكر في أن هذا هو الأصلح لها ولأبنائها, والذكر الذي يتزاوج مع الأنثى التي تفرز هرومانات تدل على الإباضة هو لا يفكر في أنها قادرة على الانجاب, الانجذاب يحصل تلقائيا وغريزيا.
نحن البشر ننجذب غريزيا وحسب للمرأة الشابة والأنثوية المظهر (قدرة على الانجاب) ونراها مثيرة وجميلة, والرجل الشاب ذو المظهر القوي (قدرة على الحماية وتوفير الموارد) تراه النساء وسيما ومثيرا.

ما حدث بعد ذلك أن الحياة تطورت وتحضرت ولم يعد الرجل بحاجة لعضلاته للاعتماد عليها قصد البقاء على قيد الحياة ولتوفير الموارد والحماية لأنثاه وأبنائهما, صار يعتمد أكثر على أمور أخرى حسب متطلبات الحضارة, ولكن الأصل بقي كما هو, أي أن الرجل لازال ينجذب للمرأة الشابة ذات المظهر الأنثوي, في حين أن المرأة مازالت تنجذب للرجل الذي يوفر الموارد والحماية بغض النظر عن عضلاته ومظهره, فرغم أنها تنجذب غريزيا للرجل الشاب ذو العضلات إلا أنه إن لم يتمكن من توفير الموارد كالسكن والوظيفة فإنه بالنسبة لها بلا قيمة ولايمكنها الارتباط به وستفضل بدلا عنه شخصا نحيلا ضعيفا أو شيخا هرما ميليارديرا أي أنه يوفر أكبر قدر ممكن من الموارد والحماية للمرأة.
 قواعد الطبيعة تغيرت ظاهريا إذن ولكن الجوهر بقي كما كان.
إذا كان الرجل ميليارديرا فإن فرص زواجه من الشابات الجميلات كبيرة جدا بغض النظر عن شكله وسنه, في حين أن المرأة ذات الشكل الأنثوي "الجميلة" تحظى بفرص زواج أكبر من باقي النسوة بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي لها.

ولهذا فإن أغلبية الموارد حول العالم محتكرة من طرف الرجال لأن من طبيعة الرجل اللهث خلف توفير الموارد كما أن قدراته على توفيرها كبيرة, في حين أن المرأة تلهث خلف استهلاك هذه الموارد لأن طبيعتها هي استغلالها...
كمثال السرقة الذي يسرق فيه الرجل المجوهرات لبيعها والحصول على المال (توفير موارد) والتي تسرقها المرأة لارتدائها (استهلاك الموارد)

بيئة الرجل والمرأة:
الآن ننتقل للرأي الآخر والذي يقول أن طبيعة الرجل والمرأة وغرائزهما ليس لها علاقة بسلوكهما في استهلاك الموارد, بل هي نتيجة بيئة وتنشئة مفروضة, فالمجتمع هو الذي يحدد سلوك كل جنس...
وكمثال فقد ظهر الحذاء ذو الكعب العالي فيما مضى مخصصا للرجال, وقد ارتداه لويس الرابع عشر ملك فرنسا كرمز للسلطة والنعيم وبأنه لايحتاج للعمل كبقية الرجال بالطبقات الأدنى, لم تكن النساء ترتدين الأحذية ذات الكعب العالي في ذلك الوقت, إلا أن الأمر تطور تدريجيا إلى أن بات الحذاء ذو الكعب العالي رمزا للأنوثة...إذن تتغير المفاهيم على مر العصور.
 ونظرا لكون الرجل هو الجنس الأقوى والمستحوذ على موارد العالم, فإنه هو من فرض قواعده على الجنس الآخر, فبنى سلوك المرأة بإغراق السوق بالمنتجات النسائية ذات أغراض الزينة والتجميل لأن هذا ممتع للرجل, فتحول سلوك المرأة معمما حتى مع بقية المنتجات والخدمات الغير مخصصة للتجميل.
فالرجل هو صاحب الشركات والأعمال السينمائية والإعلانات وكل شيء في هذه الحياة, وله اليد الطولى على المرأة, إذن المُنتج والمخرج يظهرها في الإعلانات والأعمال السينيمائية بشكل مثير ومحبب لجنسه بتزيينها ووضع صورها في كل مكان لتسويق جميع الأغراض.
 الطفلة بعد أن تبلغ سنا تميز فيه جنسها فإنها سترى ما يعرضه المجتمع لجنسها وما يطلبه المجتمع منها, فترى صور النساء تملأ المكان والشاشات وترى قريباتها اللائي مررن أيضا بمرحلتها يسلكن سلوكا معينا في الشراء والتزيين واستهلاك الموارد, فتتماهى الطفلة مع مجتمعها وتصير فتاة عبارة عن نسخة طبق الأصل لبقية الفتيات ذات السلوك الاستهلاكي, وتكبر لتنجب أطفالا يقلدنها وهكذا...
حتى بعد ولوج النساء لعالم المال والأعمال والسينما لاحقا إلا أنهن بتن يلعبن بالقواعد التي وضعها الرجل مسبقا لأن هذا هو مايطلبه الجميع من نساء ورجال حاليا كواقع مفروض.
أي حسب هذا الرأي فلو كانت المرأة مستحوذة على موارد العالم وكانت هي الجنس الأقوى, لما أغرقت السوق بالمنتجات النسائية لأنها لن تكون بحاجة إليها, وحينها سيكون سلوكها مشابها لسلوك الرجل في استهلاك الموارد.

ماذا عنك؟
إذن عزيزي القارئ مارأيك؟ هل تعتقد أن سلوك المرأة ناتج عن طبيعتها أم عن واقع مجتمعي؟ أم أن لك رأيا آخر؟
إن أردت رأيي الشخصي فإنني أرى أن كلا العاملين يلعبان دورا في تحديد السلوك الاستهلاكي للمرأة, صحيح أن السوق تم إغراقه بالمنتجات النسائية, إلا أن طبيعة جذب المرأة للرجل غريزيا مبنية على المظهر أولا, فحتى كيلوباترا ونفرتيتي ونساء القرون الغابرة كن يسرفن في التزين واستهلاك الموارد حتى قبل ظهور حمى إغراق السوق بالمنتجات.
قد تقول إحداهن أنها تتزين ليس من أجل الرجل بل من أجل نفسها وهذا صحيح تماما, ولكنها تتزين لأنها أنثى, فحتى الرجل الذي يمارس بناء الأجسام لايفعل هذا من أجل النساء بل من أجل نفسه, ولكن هذا لا يلغي كونه يرغب في العضلات لأنها طبيعته كذكر.
في آخر المطاف نحن نتصرف على نحو غريزي لأننا حيوانات أولا وبعقول ثانيا, وعقولنا هي الفاصل وهي التي ترفعنها من حيوانيتنا وتتحكم في إسرافنا فيها.

تعليقات

  1. رؤية مشوقة لهذا الموضوع، وصراحة لا أملك تعليقًا واضحا حول هذه المسألة. شكرا لك على هذا الطرح الموضوعي والشامل.

    ردحذف
  2. ( أغلب الناس ماديين )
    هذا غير محتكر على جنس محدد
    في رأيي

    ردحذف
  3. أرى ان الجميع ماديين وهي ليست نقطة ضعف بل صفة أساسية في الكائنات الحية تساعد على الإنتقاء الطبيعي

    ردحذف
  4. بصراحة الصور النمطية دمرتنا كنساء
    ما اعني انه الرجال مجرمين وانه النساء يستحقوا اكتر منهم
    لكن نظرات المجتمع اكتر شي مخرب للإنسان
    انا شخصيا الأزياء والمكياج ما أحطهم الا عشان ما ألقى تهزيء من حولي او بس عشان نظرتي لذاتي تتحسن اذا مثلا خشمي حمر زي بابا نويل😁
    مع انه قناعتي الشخصية تقول مو ضروري وأساسي اني أساير كل تحركات المجتمع العام.
    حتى الملابس افضل اختار اللي يريحني داخليا.

    ردحذف
  5. معليش سؤال اليك كشخصية المناضل أو المهرج...مارأيك في مكياج النساء

    ردحذف
  6. بعيدًا عن الوضوع:
    لماذا أنت عنصري؟ يا جواد! بصراحة لا يمكنني أن أصدق أن هذا الموضوع ليس ناتجًا عن أمر ما، تقول دومًا أن أغلب من يتابعك نساء، وإذن؟ وكأنه بطريقة ما، تقول أنه حسب غريزتك تحب أن تكون أنت أن تكون الصانع والنساء هن المستخدمات اللوات لا يجدن إلا الإستخدام.
    أما بنسبة للموضوع فهو سطحي والموضوع بصراحة لا تعليق.
    وكف عن أن تعتقد أنه كل من يحدثك إمرأة!

    ردحذف
  7. طيب فل نفترض أنك رجل غني أو يسير الحال ووسيم والخ.. وصحي ولا تريد أن تضيع أموالك هل يعتبر الزواج والارتباط بأنثى مضيعة للمال وكون أن اغلب النساء ماديات فهذا يبعدك عن الزواج والارتباط؟

    ردحذف
  8. الأمر يا عزيزي لا يعني محاربة حاجة الشخص إلى الجنس.
    الأمر هنا هو فرض الصور النمطية على كلا من الجنسين واستغلالها في الإعلام لجذب الآخرين وإثارتهم، الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أمر بعض البصر وحث الشباب على الزواج لسد حاجة المرء إلى الجنس.
    الصور النمطية مجرد تعميمات خاطئة، فهل كوّن المرأة محبة لألعاب الفيديو وكارهة للأمور الأنثوية كالماكياج أو الموضة أن لديها خلل في بنيتها الجنسية ولذلك لا يصح الزواج بها؟
    الأمر يعتمد على أخلاق الشخص وتصرفاته أكثر من اهتماماته التي لا علاقة لها بالواقع ببنية الشخص الجنسية.

    ردحذف
  9. مقال سخيف جداً وسطحي جداً ومش دقيق أبداً ويفيض بالعنصرية ضد المرأة ويعمق الصورة النمطية عن المرأة بأنها جسد فقط ولا تمتلك العقلانية وأن الرجل من يمتلك العقل ..

    ردحذف
  10. وكأنك مجرد ما كتبت المقالة صرت وسخ،
    كأنه الواحد يكتب عن العنف الاسري ويلقى تهزيء لأنهم يشوفوا انه بيدافع عن الأفراد المعنِفين، غريبة والله.

    ردحذف
    الردود
    1. لأن أغلب البشر لا يقرأ
      يقرؤون العنوان فقط, من المستحيل أن يقرؤوا المقال للنهاية
      المشكلة أنهم يضعون تعليقات غبية تدل على أنهم لم يقرؤوا ههههه

      حذف
  11. مقااالة رائعة بكل ماتعني الكلمة

    ردحذف
  12. مقااالة رائعة بكل ماتعني الكلمة

    ردحذف
  13. باعتقادي ان طبيعة النساء بشكل عام هي الميل الى التزين و البهرج و الزخرف و قد استغل المجتمع و كذا وسائل الاعلام و الماركات العالمية هذه الطبيعة لمصالحهم الخاصة فاصبحت النساء ماديات اكثر فاكثر (حتى الغير مهتمات بالمظاهر منهن) و اصبحت ثقافة شائعة و من تحاول الخروج عنها تعتبر ناقصة الأنوثة و لذا نرى ان من يحاربن هذه الثقافة هن نساء نادرات تكاد لا تصادفهن.

    ردحذف