عرض وشرف الحيوان, هل الخنزير ديوث؟

ربما لا يمت العنوان ولا الموضوع لنوع المواضيع التي أنشرها بالمدونة بصلة, ولكنني أرى علاقة غير مباشرة لأن الرسالة التي أرغب في إيصالها من موضوع الخنزير هذا هو نمط وأسلوب التفكير والتدبر الموصل للجواب عن السؤال وليس الجواب بحد ذاته, الذي بمنظوري ليس له كبير الأهمية.
وقد تكون عزيزي القارئ لا تعلم أن الخنزير يوصف بالديوث لدى فئة عريضة من الناس, فقد ورد عن أهل العلم رحمهم الله كشيخ الإسلام بن تيمية وابن خلدون والفخر الرازي وغيرهم أن أكل لحم الخنزير يذهب الغيرة والنخوة كونه لا يغار على أنثاه.
وقد نقل ابن عثيمين رحمه الله عن أهل العلم في فتواه عن حكم تحريم لحم الخنزير فقال: "وقد قيل: إن من خلق هذا الحيوان النجس قلة الغيرة، فإذا تغذى الإنسان به فقد تسلب منه الغيرة على محارمه وأهله؛ لأن الإنسان قد يتأثر بما يتغذى به...".

لم يرد في القرآن ولا في السنة الإشارة لحكمة التحريم غير كونه رجسا, وقول ذهاب الغيرة هو اجتهاد من أهل العلم للبحث عن العلة والحكمة من التحريم, وقد ظل هذا القول متوارثا لغاية يومنا هذا. 
اعتقد العرب منذ قديم الزمن وغيرهم من الشعوب الآسيوية بتأثير الطعام على سلوك البشر حيث يكتسب الإنسان بعض خصائص الحيوان الذي يأكل لحمه, وليس لهذا القول أي دليل علمي بل مجرد معتقدات وفلسفات قديمة, لا يضر أبدا اعتقاد العلماء قديما بها ولا يحط هذا من قدرهم لأنهم عاشوا في عصر غير عصرنا وكان هذا هو المعتقد السائد بين الجميع في ذاك العصر, إذ لم تتوفر لهم العلوم والتكنولوجيات فكانوا يحاولون تفسير الموضوعات بالملاحظة والاستنتاجات.
إذن علينا أن نعمل على تجديد هذه المعتقدات.
هل الخنزير ديوث؟
لنعرف ما إذا كان الخنزير ديوثا علينا أولا أن نعرف هل لبقية الحيوانات نخوة وغيرة.
في واقع الأمر فإن الغيرة كعاطفة لا وجود لها إلا لدى البشر والكائنات الرئيسية التي تضم مختلف أنواع القردة ويحاول العلماء حاليا البحث في ما إذا كان للكلب عاطفة الغيرة أم أن ما يظهره من سلوك نفسره على أنه غيرة هو عاطفة أخرى كالغضب أو الخوف.
ويجب أن أشير هنا أن عاطفة الغيرة المقصودة هي الشعور بالخوف من فقدان الشيء, أي أن الأم عندما تلاعب ابنها أمام أخيه الرضيع الذي يبلغ عاما واحدا فإنه سيبكي وقد يضرب أخاه, لأنه يخشى فقدان أمه لصالح أخيه.
هذا الخوف من فقدان الشيء أو الشخص كعاطفة لا يتم رصدها لدى الحيوانات جميعا, أي أن بقية الحيوانات تدافع عن ممتلكاتها وفرصها من طعام وتزاوج وتدافع عن صغارها وبيئتها كغريزة للبقاء ولكنها لا "تشعر" بعاطفة الغيرة, فالإخوة الصغار لدى الحيوانات سيتنافسون على الرضاعة والطعام لأنها غريزتهم للبقاء على قيد الحياة لن يشعر الخروف الصغير بالغيرة من أخيه إن رآه يرضع من أمه.
لا تعد الغيرة من العواطف الرئيسية التي تحدثنا عنها في موضوع سابق.

إلا أن الغيرة المقصودة بموضوع الدياثة ليست مجرد عاطفة الخوف من فقد الشيء أو الشخص كما لدى الأطفال وبعض الكائنات الرئيسية بل هي أكثر تعقيدا وتدخل ضمن نطاق عواطف الوعي الذاتي التي تشمل العار والذنب والفخر والاحراج.
لا يشعر الحيوان بهذه الغيرة المنطوية على الشرف والعرض مطلقا لأنه وبكل بساطة لا عرض ولا شرف للحيوان, إذ أن مفهوم العرض والشرف يتطلبان وعيا ذاتيا بالأنا (ego) وليس للحيوان أنا.
هل سبق ورأيت حيوانا يشعر بالاحراج؟ طبعا لا, وما قد يعتقده البعض رصدا للاحراج بالحيوان هو ليس كذلك بل عاطفة رئيسية تظهر ملامحها على الحيوان فيفسرها الإنسان حسب مشاعره هو, فالاحراج عاطفة وعي ذاتي.
الحيوان يشعر بالخوف والحزن ولكنه أبدا لن يشعر بالذنب, فالذنب عاطفة تتطلب تقييما ومراجعة للذات والحيوان لا يراجع ذاته لأنه "غير عاقل" تحركه الغرائز التي بالنسبة له لا تخطئ, لكنه يخاف من عواقب تصرفه  فيسرق القط الطعام ويهرب, ويطأطئ الكلب رأسه أمام صاحبه بعد تكسير غرض ما, فإذا اعتبرنا أن الحيوان يشعر بالذنب فهذا يعني أنه يمكن للحيوان أن يخطئ فيتوب عن خطئه, وبالتالي فهو بعقل... نحن لا نعاقب الحيوان على خطئه بل نعلمه, أي أنك عندما تضرب حيوانا تعتني به أتى بسلوك ما فهذا بغرض عدم تكراره للسلوك وليس كضربك رجلا بالشارع تود الانتقام منه.
اقرأ عن نظريات التعلم
ولكي لا نخرج عن الموضوع سأتحدث لاحقا عن عواطف الوعي الذاتي.

بالإضافة لانعدام عواطف الوعي الذاتي فإن مفهوم العرض والشرف يعدان ثقافة إنسانية مرتبطة بالدين والعادات والتقاليد ولا نجدها لدى كل الشعوب بل لدى شعوب بعينها سواء كانت شعوبا تحمل عادات وتقاليد من بينها العرض والشرف المرتبط بالممارسات الجنسية كالعرب الغير مسلمين وغيرهم من الشعوب, أو تدين بدين يولي الأهمية لمفهوم العرض والشرف كالإسلام الذي يدين به غير العربي أيضا.
فهل للحيوان دين أوعادات وتقاليد كي نقول أنه ديوث لا يغار على أنثاه؟
نحن إذن نسقط مفاهيمنا ومعتقداتنا وعواطفنا الإنسانية المحضة على الحيوان ونقيمه بها وهذا غير معقول بتاتا.

أكل لحم الخنزير يذهب الغيرة:
قد يقول قائل, سم الأمور كما شئت فهي مجرد مسميات ولكن الهدف هو أن أكل لحم الخنزير يذهب الغيرة كونه لا يدافع على أنثاه أمام بقية الذكور فيكتسب الإنسان لهذه الصفة وهي قبول مشاركة الآخرين للأنثى, تسليما بتأثير الطعام على سلوك آكله طبعا.
حسن إذن وماذا عن بقية الحيوانات؟ هل تغار على إناثها؟
بهذا المنطق فإن الأسد ملك الحيوان ورمز النخوة والكرامة أكبر ديوث في الغابة, إذ أن الأسود تعيش في جماعات مع عدة لبؤات وعند بلوغ الأشبال الذكور سن البلوغ تطردهم اللبؤات والأسود لشق طريقها بمفردها, فيشكل هؤلاء الأسود الشباب الإخوة المطرودون ما يشبه العصابة يصطادون بمفردهم ويعيشون مدة من الزمن بمعزل عن الجماعات الأخرى إلى أن يشتد عودهم ثم يهجمون على أسد آخر قائد جماعة من اللبؤات فيقتلونه ويقتلون أشباله ثم يتزاوجون بالتناوب مع لبؤاته, إذ بالنسبة لهؤلاء الأسود الإخوة فإنهم يحملون نفس الجينات وستورث لأشبالهم وسواء كان الشبل ابن الأسد أم ابن أخيه فهو سيعتبرهم جميعا أشباله وسيدافع عنهم ويحميهم...إذ في قانون الانتقاء الطبيعي بالنسبة للأسود الإخوة فالجينات يتقاسمونها نفسها ولا داع للقتال من أجل التزاوج.
وهذا فيديو يبين عملية تزاوج بين ثلاثة أسود مع لبؤة واحدة في حال رغبت التأكد من دياثة الأسد وعهر اللبؤة.

أغلب ذكور الحيوانات تتزاوج مع الأنثى وتنصرف في حال سبيلها كالدببة والنمور والقطط والكلاب والفيلة وغيرها...فهي لا تعيش في جماعات كالأنعام أو ثنائيات كالعصافير لأنها ليست بحاجة لذلك, هي تتقاتل فيما بينها لفرض هيمنتها وحظيها بفرصة تزاوج.
لا يختلف سلوك الخنزير عن سلوك أي كائن آخر, فالذكر يتقاتل مع بقية الذكور لينال فرصته في التزاوج وفرض هيمنته.
إذن لماذا تم وصف الخنزير بالذات بالدياثة؟
لأنه تمت مقارنة سلوكه مع سلوك بقية الأنعام من غنم وبقر, في حين أن سلوكه شبيه بسلوك الفيل, إذ تعيش الخنازير البرية في جماعات مكونة من الإناث تماما كجماعات الفيلة, في حين يشق الذكور طريقهم بمفردهم ويعيشون بعيدا عن الجماعة ولا يقصدون جماعة الإناث إلا من أجل التزاوج, عكس الغنم والبقر وغيرها من الأنعام التي يعيش فيها الذكر وسط الجماعة لأن عيشه منفردا يهدد حياته من طرف الأسود والذئاب وغيرها من الوحوش التي تتغذى عليه بشكل رئيسي, مما يحتم اتخاذ قائد ذكر للجماعة مهيمن على بقية الذكور, فيتزاوج الذكر مع أمه وأخته وابنته ومع ذلك فأكل لحمه لا يكسب المرء سلوك زنى المحارم.

حرمانية أكل لحم الخنزير بالإسلام:
حرم الله سبحانه وتعالى أكل لحم الخنزير في عدة آيات قرآنية قطعية الدلالة, وقد حرم أكل عدة أنواع من اللحوم الأخرى, قال سبحانه وتعالى: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ﴾ [المائدة: 3].
كما حرمت السنة النبوية أكل أنواع أخرى من اللحوم كأكل لحم بعض الحيوانات اللاحمة كالسباع والجوارح من الطيور, وفي هذا اختلاف بين الفقهاء.

رأيي الشخصي:
هنا سأعرض رأيي الشخصي وأؤكد أنني لست من أهل العلم, فلا تأخذ كلامي على نحو أنه الحقيقة, بل هي محاولة للتخمين فقط والتدبر.

يعد الخنزير من فصيلة مزدوجات الأصابع  Artiodactyla وهي فصيلة حيوانية تضم عددا كبيرا من الفصائل (البقريات والتي تشمل الخراف والماعز والجواميس والبقر وغيرها من الحيوانات المجترة... الجمال واللاما وغيرها, الزرافيات, فرس النهر, الحيتان والدلافين, الظباء...) القاسم المشترك بين كل هذه الحيوانات أنها تستخدم أصبعين في أطرافها للحركة وتكون بقية الأصابع متنحية.
 إن أبعدنا الحيتان بالبحر فإن كل هذه الكائنات مزدوجات الأصابع البرية عاشبة herbivore باستثناء الخنزير الذي يعد حيوانا قارتا omnivore يتغذى على الأعشاب والمشتقات الحيوانية على حد سواء, إذن الناظر للخنزير سيعتبره من الأنعام لأن مظهره الخارجي يوحي بذلك في حين أنه ليس بحيوان عاشب بل أن نظامه الغذائي شبيه بنظام بعض القوارض كالجرذان التي تأكل كل شيء.
بسبب مظهره الخادع فقد عمد الإنسان على تدجين الخنازير مع بقية الأنعام من أجل لحومها منذ زمن بعيد جدا, قبل أن يحرمه الله على اليهود والمسلمين من بعدهم.
لماذا تم تخصيص تحريم الخنزير بالقرآن الكريم دون بقية الحيوانات الضارة كالجرذان مثلا والمحرم تناول لحمها أيضا؟
الجواب حسب اعتقادي لأن البشر على مختلف مشاربهم زاولوا تدجين الخنازير وتربيتها في كل بقاع العالم على أساس أنها من الأنعام في حين أنه لا تتم مزاولة تدجين الجرذان أو أي حيوان مضر آخر من طرف البشر إلا في تجمعات أقلية أو حالات فردية.
أي أن لحم الخنزير يعد من الأغذية الرئيسية للبشر في شتى بقاع العالم, لا توجد قارة من القارات إلا ويُؤكل فيها الخنزير, فنزل تحريم أكل لحمه بالقرآن الكريم, لأن الله سبحانه وتعالى حرم الممارسات الضارة الشائعة التي كان يزاولها المجتمع, كتحريم القمار وشرب الخمر والربى مثلا.
فهناك من يأكل لحم الكلاب والسباع ولكن كم عددهم؟ وهل يأكلون لحوم هذه الحيوانات بشكل شبه يومي كما يُؤكل الخنزير؟

سيقول قائل ما الفرق بين تناول لحم حيوان قارت وآخر عاشب؟ إذ لو كان الأمر متعلقا بالقذارة فإن بعض الخراف تأكل من الأزبال ويصير لحمها ساما, وهذا صحيح ولكن الخراف التي تأكل من الأزبال تبقى حيوانات عاشبة في الأصل في حين أن الخنزير حتى وإن لم تطعمه إلا الأعشاب سيبقى حيوانا قارتا, فالخمر حرام والعصير حلال ولكن العصير الفاسد قد يقتلك شربه عكس الخمر...الخراف التي تأكل من الأزبال إذن هي كالعصير الفاسد, فبهذا المنطق علينا تحريم العصير لأنه يفسد ويصير مضرا وقاتلا أحيانا.
يمكن للكلب أن يعيش على تناول الغذاء النباتي دون أكل اللحم فهل يمكنك تناول لحم كلب لا يتغذى إلا على الأعشاب؟ كلا, لأن جيناته وتركيب جسده وخلاياه وهرموناته وأنزيماته هي لحيوان لاحم.

أهمية الخنزير بالطبيعة:
الخنزير مخلوق من مخلوقات الله, لا يجوز تعذيبه أو قتله دون سبب, وقد حرم الله سبحانه وتعالى أكل لحمه ولم يأمر بلعنه وسبه لأنه مجرد حيوان خلقه على نحو معين قصد تحقيق التوازن البيئي فينظف البيئة بنظام غذائه الجد موسع فهو يأكل تقريبا كل شيء حتى الجثث, وهذا مهم للبيئة.

هل لحم الخنزير مضر؟
مقارنة بلحم بقية الأنعام فإن لحم الخنزير مضر كونه جد غني بالذهون المشبعة, وليس بالشكل الفانتازي الذي يصوره لنا البعض بالكذب تارة وبالمبالغة تارة أخرى, قد تكون له مضار أخرى لم يثبتها العلم بعد, لكن بشكل عام فإن شعوب أوربا وآسيا وافريقيا يتناولون الخنزير منذ الأزل وأمد الحياة لديهم مرتفع, ولكن هذا لا يمنع ضرره, فالخمر مضر ومن العوامل التي ترفع من نسب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والشرايين وتشمع الكبد وغيرها.... ولكن هناك من شرب الخمر طول حياته وعاش 100 عام فهل هذا ينفي كون الكحوليات مضرة للصحة؟ بالتأكيد لا ينفي.

لم يحرم الله سبحانه وتعالى أمرا إلا لحكمة يعلمها, وسواء أدركناها أم لا فنحن نؤمن بها لورود التحريم الصريح القطعي الدلالة بالقرآن الكريم الذي نؤمن بصحته كمسلمين.
إذن نقبل البحث في الحكم والعلل والتجديد فيها ما دام لا يوجد شرح صريح للعلة بالقرآن والسنة, وتكرار كلام غير علمي لمجرد أن رجالا أفاضل قالوه ليس من المنطق في شيء لأنهم في آخر المطاف بشر يصيبون ويخطئون, وعدم الأخذ بمعتقداتهم في هذا الخصوص لن ينال من قيمتهم.

تعليقات

  1. موضوع مشوق، شكرا لك على هذا الطرح الجرئ (لن أشاركه على تويتر لأنها مش ناقصة!!).

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا معاذ.
      هههههههههههههههه أكيد لا داعي لمشاركته على الأقل أنا لا أضع صورتي واسمي الكامل ومعلوماتي الشخصية لاضير.

      حذف
    2. مقال جيد جدا، وأحسب أن رأيك هو الصواب حتى لو كنت تتواضع وتقول: هنا سأعرض رأيي الشخصي وأؤكد أنني لست من أهل العلم, فلا تأخذ كلامي على نحو أنه الحقيقة, بل هي محاولة للتخمين فقط والتدبر.

      حذف
  2. ياجواد اشعر اني مزيج بين شخصية INTP و INTJ هل هذا ممكن ان يحصل يعني قد اقيم الامر على انه 70 بالمائة INTJ و 30 بالمائة INTP

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك, أجل ممكن
      اقرأ هذا: http://www.waqi3.com/2017/03/mbtivsbigfive.html

      حذف
  3. كلامك أثراني ووجدت عنده ضالتي 👌

    ردحذف
  4. طريقتك في الاقناع جيدة واعجبتني كثيرا خاصة استدلالك من القرآن الكريم

    ردحذف
  5. عفوا لو كان صحيح ان الحيوان لا عقل له لما قالت نملة (يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم) ولما أوضحت سبب ذلك بقولها (لا يحطمنكم سليمان وجنوده) ثم بررت قائلة (وهم لا يشعرون)
    ولما قال الهدهد لما عرف بتوعد نبي الله سليمان له أن يعذبه عذابا شديدا أو يذبحه أو ليأتيه بسلطان مبين (جئتك من سبأ بنبأ يقين) ثم شرح نبأه قائلا (إني وجدت إمرأة تملكهم) ثم أراد أن يوضح أهمية ما إكتشفه والأمر الخطير الذي إكتشفه فقال (وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم)
    ونابع قائلا (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)
    ثم علق على فعلهم هذا قائلا وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون
    ثم قال متعجبا (ألا يسجدوا لله) ثم أضاف واصفا قدرة الله عز وجل (الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
    ثم ختم كلامه بتوحيد الله والثناء عليه وتبيان أن عرشها مهما كانت عظمته فهو لا شيء بجانب عظمة عرش الله تعالى قائلا (الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم)
    ولو كانت الحيوانات لا تخطئ ولا تكذب لما جاوبه نبي الله سليمان قائلا (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)
    ولو كانت الحيوانات لا تعي لما حمله نبي الله سليمان الكتاب قائلا (إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم)
    ولو كانت الحيوانات لا تفقه لما تابع نبي الله سليمان قائلا للهدهد (ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون)
    فالحيوانات جميعا سواء ما يطير بجناحيه أو ما يمشي على الأرض أو ما يغوص في البحار كلها أمم أمثالنا ولها حياتها ولها تعاملاتها وتفقه وتعي وتتحاور فيما بينها ولكننا لا نفقه لغاتهم
    أما الشيء المميز لدى الإنسان وهما الإنس والجن هو التكليف وحمل الأمانة وحق الإختيار بين الحق والباطل
    فكل الكائنات الأخرى تعيش ولها أفعالها وستنال ثوابها وعقابها على تعاملاتها مع بعضها البعض ولكنهم جميعا مفطورون على توحيد الله وعبادته إلا الإنسان فهو فقط من له حق الإختيار لحمله أمانة التكليف فإما يؤمن بكامل إرادته وإما يكفر بكامل إرادته

    ردحذف
  6. شكرا لقد افدتني جزاك الله خيرا

    ردحذف
  7. جميل جدا
    لقد افادني جدا المعلومة والفكر والتفكير

    ردحذف
  8. اجمل واقوي معلومة هي ان الخنزير وضع في مكان خطأ مع الماشية لانه من الحيوانات البقري العاشبة ثنائية الاصابع ولكنه من الحيوانات القارطة او القارتة التي تاكل كل شيء
    فالله سبحانه وتعالي وضعه في مكانه الصحيح
    ولكن عفوا ينقص ذكر الفرق بين الخنزير البري والمستأنس في الحظائر هما نفس النوع وانه لايوجد فرق بين الاثنين سوي في السلالة وليس النوع مثل الحمار الوحشي والحمار العادي كلاهما نوعين مختلفين

    ردحذف
  9. عفوا الخنزير ليس من البقريات العاشبة ولكنه من الحيوانات القارطة او الكارتة كما ذكر في المقال

    ردحذف