كيف تقدم النصيحة بأسوء أسلوب؟

أسوء أسلوب
تتميز الثقافة العربية بالتكافل الاجتماعي والسعي لمد يد العون للآخرين دون مقابل, ويعكس غنى المعجم العربي بالمفردات الدالة على التكافل هذه الحقيقة: شهامة, مروءة, نبل, كرم, إيثار, نخوة...إلخ, وبالتأكيد يدخل مفهوم تقديم النصائح في نطاق هذا التكافل الاجتماعي, حتى وإن كانت قيم المجتمع في واقع الأمر قد تفسخ وتشوهت منذ عقود خلت, ولكن على أي... دعنا نستمر بالاعتقاد بذلك بهتانا وزورا!
بسبب تدهور قيم المجتمع, والتراجع الحاصل بالأخلاق تحول أسلوب تناول ومعالجة المواضيع فوضويا, وصارت النصائح عبارة عن فضائح, مما نفرنا من بعضنا البعض.
وأنا هنا سأتناول بشكل فوضوي بعضا مما أراه من وجهة نظري خللا وقد أكون مصيبا أو مخطئا في بعض أو كل ما أراه ...فلربما أنا أرى العمى ولا أدري!

1- العنف اللفظي والتهجم أثناء النصح:
تلجأ فئة عريضة من البشر أثناء صياغتهم للنصيحة لاستخدام العنف اللفظي والتهجم على الفئة المراد نصحها, وهذا يؤدي لمفعول عكسي لأن من طبيعة الإنسان اتخاذ وضعية الدفاع عن النفس إن شعر بالتهديد وانتهاك شخصه وكرامته, فيبدأ البحث عن مبررات لأفعاله ومن تم التهجم بدوره على شخص الناصح أمامه وتسفيه كلامه.
استعلاء عجيب من طرف بعض البشر أثناء تقديمهم للنصائح, أسلوب متعجرف الغرض منه ليس تقديم النصح بقدر ما هو شماتة واستلذاذ وتحقيق نشوة من تحقير الآخرين تحت غطاء ملائكي نصائحي.

مثال:  - وعيد المدخنين بالفقر والمرض والموت أسوء ميتة بنية حثهم على الاقلاع عن التدخين.
        - سب وشتم الطلاب وتشبيههم بمختلف أنواع بهيمة الأنعام, لتحفيزهم على بدل مجهود أكبر في التحصيل العلمي.

2- لوم الواقعين بورطة والباحثين عن حلول:
اللوم شكل لين مراوغ من أشكال التهجم على الآخرين, وله نفس وقع العنف اللفظي على طالب المساعدة أو النصيحة الذي سيبدأ بالبحث عن مبررات لما حصل له قصد الدفاع عن نفسه.
ليس للوم طالب النصيحة أي فائدة مرجوة, إذ التركيز يجب أن ينصب على البحث عن حلول والسعي لعدم تكرار الوقوع بنفس المشكل مستقبلا وليس الشماتة والحديث في الماضي وترداد كلمة "لو".
مثال: - رجل يتعاطى المخدرات بحقن غير معقمة ويضاجع المومسات أصيب بفيروس خطير أهلك كبده وهو بحاجة لزراعة كبد الآن, وبالتأكيد هو يعلم حقيقة مصابه وأسبابه, إلا أنه يأبى اللائمون إلا أن يؤكدوا له اكتشافهم البيولوجي العظيم ونظريتهم الطبية الخطيرة القائلة أنه لو لم يكن يصنع ما يصنع لما أصيب بما أصيب...

اقرأ عن ثقافة لوم الضحية.
3- الأحكام المسبقة وتأليف السيناريوهات:
وهذا أكثر سلوك أصادفه بشكل متكرر ألا وهي الأحكام المسبقة على طالب النصيحة أو الخدمة, حيث يقوم الناصح باختراع سيناريو من العدم, انطلاقا من تجاربه وما يصادفه في حياته الشخصية لينزل كالصاعقة على طالب النصيحة موبخا مهاجما حتى.

مثال: سيدة متزوجة توفي جنين ببطنها ولم يحدث إجهاض تلقائي, فأخذت تسأل عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن طبيب متمكن لإجراء عملية الإجهاض لها, ولكن التعليقات انهالت عليها بالسب واللعن والحث على طلب التوبة, لأنه دائما ما يتم ربط مصطلح الإجهاض بالزنى, فيغيب عن أذهان الناس الحالات الطبية التي تستدعي الإجهاض.

مثال آخر: طلبت من بعض طلاب شعبة الاقتصاد قبل سنوات بمدي بعناوين المقررات, فانبرى طالب يوبخني على تكاسلي وعدم حضوري الحصص وبدأ بحثي بالجد والاجتهاد أكثر, فأخبرته أنني مريض بمرض جد معدي وخطير حال دون حضوري للحصص فما كان من الطالب إلا أن يتبخر من أمامي حتى قبل أن أخبره أنني غير جاد.
أما عن السبب الحقيقي من عدم حضوري فهو أنني لست بطالب اقتصاد أصلا, وطلبي للدروس لمآرب أخرى.

وهكذا يعتمد الناصح على أوهامه ووسطه الضيق, وما يدور بمخه أثناء تقديم النصائح الخزعبلية لغيره, بأسوء أسلوب!!
 
4- الحشرية وعدم مراعاة الخصوصية:
امتدادا للأحكام المسبقة قد لا يحترم الناصح خصوصية الفرد الذي ينصحه, فيتدخل الناصح فيما لا يعنيه تماما ويبدأ بإزعاج وتنفير الناس بنصائح قرأ عنها هنا وهناك لا علاقة لها بظروف الفرد الخاصة, أو طرح أسئلة عديدة مديدة لا تنفع في شيء أثناء تقديم النصيحة, والتي قد لا يرغب الطرف الآخر في الافصاح عنها.

مثال: وضع أحدهم منشورا على فيسبوك يسأل عن إجراءات الطلاق, انهال عليه السائلون الذين لا أحكام مسبقة لديهم بأسئلة مستفسرة عن أسباب الطلاق, وما إذا كان عقما أم عجزا أم خيانة. وقد لمست من أسئلتهم أن لديهم رغبة ملحة في وضع كاميرات في كل أرجاء منزل الرجل لمعرفة أسباب طلاقه.
قد لا يرغب السائل في هتك عرضه ورواية قصة حياته مع زوجته على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي, هذا إن افترضنا أنه فعلا مقبل على الطلاق... لقد كان سؤاله واضحا ولا يفيد معرفة أسباب الطلاق في تقديم المعلومة المطلوبة.

5- المبالغة في تفصيل النصيحة:
المستوى الأكثر تطورا  من الحشرية, يقوم الناصح بهذا المستوى العالي جدا بإملاء خطوات كيف تعيش حياتك قد تصل حد تأليف المؤلفات للعموم لدفعهم لسلوك موحد:
- عشر خطوات للنجاح.
- الوصايا السبع لكسب قلب الرجل.
- الخمسمائة ألف خطوة لكسب ثقة المرأة.

لتبدأ الإملاءات والوصايا المقدسة التي يجب على المرء اتباع حذافيرها لعيش حياة رغيدة كما يهوى ويشتهي الكاتب, فمرة قرأت ل"مستشارة" تنصح النساء بعدم إكثار الطلبات على الزوج لأن الرجل من "طبيعته" لا يحب المرأة التي تكثر الطلبات, لا تكثر من وضع الزينة لأن الرجل من "طبيعته" يحب المرأة البسيطة...
وهكذا صارت المستشارة (هي تدعي أنها مستشارة لا أعلم حقيقة تكوينها) تملي على النساء تفاصيل كيف تعيش حياتها مع زوجها, وكمية الزينة التي يجب وضعها وعدد الكلمات التي يجب أن تنطقها ومقدار الطعام الذي تطبخه يوميا, وأي العطور تستخدم بغرفة نومها وهكذا...في حين أن من غير المستبعد أن نكتشف أن المتشارة هي ذات نفسها مطلقة مرتين.

لكل إنسان رغباته وحاجياته وظروفه, وشخصيته المتفردة التي تختلف عن البقية, فيحاول هؤلاء الناصحون تنميط الشخصية البشرية وإيهام المتلقي أن الجميع في رغباتهم وشخصياتهم وأفكارهم سواسية كأسنان المشط, وأن الرجال متشابهون وعلى قلب رجل واحد, وأن النساء متشابهات فالاختلاف فقط في الأبعاد من طول وعرض وارتفاع, وما عليك إلا إيجاد المفاتيح السرية للطرف الآخر لتعيش حياة أسرية خلابة.

يحترف بعض العرب هذا النوع من الإغراق في تفاصيل لا طائل من ورائها, مشكلة ضغطا نفسيا على المتلقي الذي قد يجاهد ويشاق نفسه لتغيير توافه الأمور في حياته التي لن تغير من واقع معيشه قيد أنملة.

6- النظر لمشاكل الخلق من منظور ذاتي ضيق:
جميعنا ننظر إلى العالم ونفسر ظواهره من وجهات نظرنا الذاتية وتجاربنا وما خضناه, ولكن هذا المنظور لا يجب أن يتعدى إلى تفسير تصرفات وحياة الآخرين, لأن لكل إنسان تجاربه وظروفه الخاصة حتى وإن كانت بالنسبة لنا غير مفهومة.
الأمثلة متعددة ولكن هاك مثالا من واقعي المعاش فعندما كنت في مجموعة محبي الحيوانات التي أصابتني تصرفات أصحابها باضطرابات نفسية خطيرة, والتي أدت معاشرتي لهم لانخفاض خطير بIQ لدي. طلب مراهق صغير السن مساعدة مالية لعلاج حيوانه الأليف, فنصحته امرأة شابة بأن يقوم بتوفير ما مقداره دولار أو اثنين بشكل يومي كي لا يضطر لطلب المساعدة لعلاج الحيوان مستقبلا, فهذه الفتاة الخبيرة الاقتصادية المحنكة لأنها ميسورة الحال ومدللة وبلا مسؤوليات تحسب أن حل الأزمات المالية هو بتوفيردولار أو اثنين يوميا, هي لا تعلم أن هناك من لا يجد مالا لعلاج نفسه هو ذاته فبالأحرى مصاريف علاج قط أو كلب أو صرصور.

الأمثلة عديدة, فالغني لايعلم تفاصيل معاناة الفقير, والمتعلم لا يحيط بظروف الجاهل, وصاحب الجسد السليم لا يعرف ما يقاسيه صاحب الإعاقة الجسدية...وهكذا

7- المثالية الزائدة واللاعقلانية:
بعض الناصحين يبدؤون بتقديم النصائح بشكل طوباوي, فالشخص الذي يشتكي مثلا من سوء معاملة شديدة من طرف زملائه بالدراسة أو العمل, يجد نصائح مثالية من قبيل: قدم لهم الزهور وسيبكون ندما!! ادعهم لتناول الغذاء على حسابك وسينهارون تحت قدميك!!
يعيش هذا النوع الوردي من البشر في عزلة تامة عن العالم الواقعي, وهذا نتيجة الانكباب على قراءة كتب ونصائح الخبراء الذين سبق وذكرتهم بالأعلى.

بعض المستشارين أيضا يقدمون نصائح أفلاطونية كثيرة معتمدين على ما هو مثالي وليس على ما هو واقعي, فتكون كثير من حلولهم فوق طاقة المتلقي, وينتظرون منه أن يقدم على تضحيات ملائكية فوق قدراته كإنسان.
لا يضع كثير من الناصحين بين نصب أعينهم أن طالب النصيحة هو ذاته إنسان بجانب سوداوي ونقاط ضعف وإمكانيات ملائكية محدودة, بل قد يتجاهلون تماما فكرة أنه جزء من المشكل.

أيضا يقدم كثير من الناصحين نصائح لاعقلانية وليدة التفكير الرغبوي واللحظات العاطفية التي تجتاح الناصح, فمثلا كثيرا ما أقرأ لنساء ينصحن أخريات يتعرضن للعنف من طرف أزواجهن أن يمارسن هن أيضا العنف ضد أزواجهن, وهذا أسلوب تفكير عاطفي نتاج مشاعر القهر والغبن التي تشعر بها المرأة الناصحة, فلأنها تتمنى لو أن النساء بقوة جسدية أكبر, فهي تقع في شباك التفكير الرغبوي وتحاول إقناع المرأة المعنفة بأنها قوية ويمكنها طرح زوجها أرضا بركلة لولبية هوائية.
وهكذا هي تقدم للمرأة نصيحة هي طريق سريع نحو الحياة الأخرى, بعد أن يمارس عليها زوجها مختلف الفنون القتالية إن هي فقط فكرت في مواجهة العنف بالعنف.

اقرأ عن التفكير الرغبوي.

8- ضرب الأمثال في غير محلها:
يشتهر العرب بضرب الأمثال.
كان للعرب بالماضي السحيق فصاحة وبلاغة وذهن متقد, وقد كانت الأمثال قديما مثار إعجاب.
قال أبو عبيد القاسم بن سلّام عن الأمثال: "هي حكمة العرب في الجاهلية والإسلام, وبها كانت تعارض كلامها, فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكناية غير تصريح, فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه."
ووصف الزمخشري الأمثال "بالفصاحة والبلاغة والمنطق والإيجاز المعبر والتلويح المصرح والكناية المفصحة."

كان هذا بالماضي طبعا أما اليوم بسبب تشوه القيم وتقهقر الفكر, وتراجع اللغة وضعف وافتقار اللهجات العامية, - فنحن لا نتحدث في حياتنا ونفكر بالعربية الفصحى بكل تأكيد - أدى هذا لظهور أمثال وتشبيهات ساذجة سخيفة, يستخدمها البعض لإيصال أفكاره ونصائحه للطرف الآخر, يحاول من خلالها محاكاة أمثال القدامى الذين عاشوا في زمن آخر وبقيم وأسلوب تفكير ونمط حياة مختلف تماما.
تعبيرات وتشبيهات لا تقنع طفلا فبالأحرى رجلا بالغا متعلما على أعلى مستوى, بمواضع يجب أن يكون فيها الحوار أرفع ومراع لمستجدات العصر, وأعمق من مجرد أمثال بالية.
وإن كانت هناك مسألة تحتاج تفصيلا طويلا ومعمقا, فلا داعي لنثر النصائح عبارة عن مثل من سطر أو سطرين, بل من الأفضل الإحالة لمقالات وكتب حول الموضوع لأن لا أحد يغير قرارا مصيريا في حياته من خلال سطر موزون سطرته له, أو بيتا شعريا بلا وزن ولا قافية ولا طعم.

مثال: امرأة تسأل لماذا تتحجب النساء بالإسلام؟ فبدل مناقشتها بالفكر تبدأ تنهال عليها الشعارات والأمثال الساذجة: المرأة بلا حجاب كمدينة بلا أسوار, المرأة غير المحجبة كالحلوى بلا سولوفان.

خلاصة ملامح شخصية الفرد بالدول النامية:
إن أنت أمعنت النظر في كل ما سبق فإن ملامح شخصية الفرد الذي ينتمي للمجتمعات النامية ستتشكل لك بشكل جلي: حث الآخرين على المثالية الزائدة, الغضب الجامح غير المبرر من أخطاء الغير بدل مساعدتهم, وتقديم النصائح باستخدام العنف اللفظي والتهجم على المخالفين, السطحية في التعامل والسذاجة في مناقشة الأفكار, الحشرية وعدم مراعاة الخصوصية, والتدخل السافر في حياة الغير وتقديم إملاءات بدل شرح الفكرة العامة, تنميط البشر وتقسيمهم لمجموعات بافتراض أنها تتصرف على نحو موحد.

تعليقات

  1. من يضع مشاكله بالنت كأنه يرمي نفسه بالجحيم فهو سيرى كل هؤلاء وانواع اخرى لكن لا نستطيع أن نلومهم فقد لايوجد اشخاص بواقعهم يثقون بهم

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا سوكو مر دهر من الزمن.
      المسألة لا تقتصر على عالم الانترنت فقط

      حذف
  2. الحمدلله جوجل كفانا ووفانا من شر خلق المجموع دول🙃

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك.
      المشكلة أن غوغل يحيلك على أجوبة هؤلاء.

      حذف
    2. أوه ذكرتني إنه في شي اسمه منتديات تعب قلبي😅

      حذف
  3. يا اخي أحب أسلوب طرحك للمواضيع 😭🌸

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك
      شكرا لك, هذا يسعدني كثيرا.

      حذف
  4. مقال واقعي و رائع
    و ما شاء الله عندك أسلوب مميز بالطرح 🌸🌸

    بالنسبة للمرأة اللي تتعرض للعنف من زوجها
    وش الحل مع الزوج عشان يتوقف عن ضربها ؟ مو الأحسن ترد له الضرب عشان تدافع عن نفسها على الأقل ؟
    ما أعتقد السكوت راح يوقف الزوج عن ضربها بل ممكن يعتاد على ضربها و يتلذذ في إهانتها و إذلالها

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا نانا.
      شكرا لك على الإطراء.
      لا يمكن مواجهة العنف بالعنف وعلى كل حال فإنه عند حدوث عنف جسدي بين شخصين, فإن الطرف ذو البنية الجسدية الأضعف سيكون هو الضحية, وهناك حالات لا حصر لها لأزواج قتلوا زوجاتهم ضربا بقصد أو دون قصد, أو تسببوا لهن بعاهات مستديمة.

      حذف
  5. اعجبتني طريقة طرحك للمواضيع
    واتفق تمام الاتفاق مع رايك، مع انني احسست باني امتلك احداها لكن اعتقد على كل واحد اعادة النظر فيما يقوم به، وقبل القيام باي شيء خصوصا لو تعلق بطرف اخر ياما يقل خيرا او يصمت .

    ردحذف
  6. مرحبا
    تعليقي لا يمد المقالة بذرة صلة
    فقط انا هنا لسبب واحد
    الأخ جواد مختفي منذ مدة لا على تويتر ولا هنا ..
    اتمنى ان تكون بخير

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك Sayo
      أشكرك جزيل الشكر على سؤالك عني, أنا بخير والحمد لله
      أتمنى أن تكون أمورك بخير أيضا.

      حذف
    2. 💜الحمدلله واهلا بعودتك مجددا

      حذف
  7. أهلا اخي جواد، مقالة جميلة وطرح طريف كعادتك، سلمت أناملك.

    كنت أقرأ المقالة باندماج في البداية لكن وأنا أتقدم في القراءة بدأت في التساؤل، ما هي الطرق الصحيحة للنصيحة?
    لندع نقاط العنف جانبا فهي بديهية، لكن ماذا عن البقية?
    لو أتى شخص لا تربطني به معرفة قوية يسألني عن نصيحة (لنقل صديق في العمل)، بينما أنا لا أستطيع الاعتماد على خبرتي لاعطاء نصيحة متواضعة، ولا أستطيع السؤال عن تفاصيل افضل للمشكلة لأتعرف عليه بشكل أفضل وانصحه بشكل مناسب، ولا أستطيع إعطاءه تفاصيل دقيقة عن نظرتي لحل المشكلة فينتقي ما يراه مناسبا لمشكلته، ولا أستطيع اتخاذ حل وسط كتقديم الأمثلة أو الحكم القديمة,,,
    كيف يفترض بي إذا أن أقدم نصيحة?

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك وشكرا على إطرائك.
      لكل مقام مقال...العلاقات الإنسانية يحددها ويرسمها أصحابها, فالإنسان يعرف شخصيات أصدقائه وزملائه ويدرك الخطوط الحمراء التي يضعونها في علاقاتهم معه...تقديم نصائح للغرباء تختلف عن تلك التي تقدم للزملاء أوأفراد العائلة, وتختلف عن تلك النصائح التي تطرح بالكتب للعموم كقواعد حياتية, بعض من الأمثلة التي وضعتها أنا تخص تقديم النصائح للغرباء بمواقع التواصل الاجتماعي, والبعض الآخر تطرقت فيه للنصائح العامة التي يقدمها البعض لعموم الناس, وبالتالي لا يمكن جمع كل الأمثلة التي وضعتها في المقال وإسقاطها على حالات الأصدقاء والأسرة.

      حذف
    2. شكرا لردك وتوضيحك
      سأحاول جهدي ألا أكون فيلسوفا عندما أعطي نصيحة لغريب، والفلسفة طبعي للأسف،،،

      حذف
  8. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  9. مدونتك اكثر من رائعة واسلوبك جميل جدا وشيق 😁 سعيدة انني تعرفت على مدونتك

    ردحذف